أنا يوسف - أيمن العتوم

أنا يوسف - أيمن العتوم
دار النشر: دار المعرفة
التقييم:4.5/5

قرأت سورة يوسف مرات ومرات، وقد أحببتها في كل مرة أقرأها فيها، وظلّت أكتشف فيها معاني جديدة في كل مرة. كما إن وقع تلاوتها على مسامعي محبب إلى قلبي إلى أقصى حد. أحببت سيدنا يوسف عليه السلام وأحببت قصته وكم العبر والمعاني الموجودة بها. فأتت رواية أيمن العتوم -وهو من أفضل الروائيين الذين قرأت لهم- فأمدتني بمعلومات جديدة لم أكن أعرفها ومعاني لم أكن قد أدركتها بعد لتؤكد على أن في كل مرة تسمع قصة سيدنا يوسف ستخرج على الأقل بمعنى جديد لم تكن تشعر به.

كما جرت العادة فإن اختيار الألفاظ والكلمات والجمل القصيرة والمسجوعة والتي تحمل في طياتها معاني كبيرة هو سر نجاح أيمن العتوم. وطريقة السرد السلسة والجميلة والجذابة دائمًا ما تجدها في أعماله ودائمًا ما تجعلك ممتن للحظة التي اخترت فيها كتابًا لأيمن العتوم. 

يبدأ الراوي قصة نبي الله يوسف عليه السلام منذ طفولته في منزل عمته وكيف خرج والده نبي الله يعقوب عليه السلام إلى بيتها في الليل بعد أن رأى في المنام ما جعله يخاف على يوسف. وقد كان يوسف أحب أبناءه إلى قلبه. كانت عمته قد عنت بتربيته مذ كان طفلًا وبعد أن ماتت أمه راحيل. وكان نبي الله يعقوب يريد أن يأخذ يوسف معه إلى البيت لشدة خوفه عليه فأبت عمته، ثم كانت قصة الحزام التي رواها العتوم في أول صفحات الرواية بالتفصيل. 

واستمر السرد ليخبر كل اللحظات والمشاعر التي عاشها سيدنا يوسف مذ كان طفلًا ثم عبدًا ثم شابًا ثم سجينًا وفي الأخير وبعد أن أصبح ذا شأنٍ في مصر ولقائه بإخوته ولم شمله وأبيه في بضعٍ وثلاثين وثلاثمائة صفحة.  

لا أعلم مدى صحة بعض المعلومات في الرواية، فلا يجب عليك أن تأخذ كل حرف بالصدق المؤكد لأن هذا تاريخ والتاريخ يحتمل التزييف. والسورة في القرآن هي المرجع المؤكد الوحيد لقصة سيدنا يوسف وقصص الأنبياء جميعًا. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ظل الريح - كارلوس زافون

المخ الأبله

الأشجار واغتيال مرزوق - عبدالرحمن منيف