شجرتي شجرة البرتقال الرائعة - خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس
شجرتي شجرة البرتقال الرائعة - خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس
ترجمة: إيناس العباسي
دار النشر: مسكيلياني
التقييم:4.5/5
لم أعتد أن أنهي رواية كاملة في يوم واحد فقط. ولكن الساعة التي أمكست بها بالرواية وقرأت الصفحات الأولى لم أستطع أن أتركها من يدي إلا بعد الصفحة الأخيرة.
التقييم:4.5/5
لم أعتد أن أنهي رواية كاملة في يوم واحد فقط. ولكن الساعة التي أمكست بها بالرواية وقرأت الصفحات الأولى لم أستطع أن أتركها من يدي إلا بعد الصفحة الأخيرة.
الحكاية الرائعة التي أبدعها خوسيه والتي رسم فيها طفولته الصعبة والحزينة كلوحةٍ تضاهي لوحة إدوارد مونش الشهيرة. كيف لطفلٍ صغير وصفوه بالشيطان أن يحمل كل هذه الشاعرية والإدراك في الآن ذاته؟ حكاية الطفل الصغير الذي تعلم القراءة "وحده" في سن الرابعة! الطفل الذي أضحكني وأبكاني، وأبهرني وأثار غضبي. طفلٌ صغير لم يكن له أن يدرك معاني الحياة ومشاكل الكبار في سنٍ كهذه. كيف استطاع أن يعي كل هذا بل ويحاول أن يصلح من الأمر. وحينما كان يرتكب حماقةً ما، يتلقى الضربات والتشنيع المبالغ فيه.
لقد أتعب قلبي خوسيه الصغير "زيزا"، وحركت حكايته مشاعري. ولم تكن حكاية زيزا حكاية طفل واحد في البرازيل. بل مثلت الكثير من حكايات الأطفال الذين عاشوا ويعيشون نفس معاناة زيزا في مناطق مختلفة من العالم. وضّح خوسيه كيف يمكن للفقر أن يدفع الآباء على ارتكاب حماقات في حق أبنائهم الصغار. وكيف يمكن للفقر أن ينزع الحياة من قلوب الأطفال، بل ويرسخ بداخلهم كره الحياة وتفضيل عدم الإتيان إليها من الأساس!
حكاية شجرة البرتقال الحلوة "مينجوينهو" لم تكن حكاية برتقالات رائعة بالفعل، ولكنها كانت حكايةً إنسانية مؤلمة برع فاسكونسيلوس في سردها بطريقةٍ أكثر من رائعة. كما أن انتقاء الكلمات المناسبة من المترجمة قد أضفى على العمل سحرًا إضافيًا ما جعله يصل إلى القاريء العربي في مركب كبير أتت من ساو باولو مباشرةً.
حياة زيزا الطفل قد أثرت فيّ كثيرًا وقد جعلتني أبكي في غير مرة. حياة جعلت الطفل يقول "أنت شرير، يا يسوع الصغير" بعد أن سُلب منه كل شيء. وكان كل شيء يعني بالنسبة إليه "بورتوجا" الرجل العجوز الذي بدّل حياته. بورتوجا يمثل لكل شخص في العلم شيء ما. شيء يجعله يتمسك بالحياة ويحبها، ويستيقظ من نومه صباح كل يوم وقلبه يغمره الحب. غادر العصفور الصغير صدر زيزا وهرمت شجرة البرتقال الرائعة، وبورتوجا! أصبح ذكرى كتب عنها فاسكونسيلوس روايةً تنهمر لها الدموع.
تعليقات
إرسال تعليق