صديقتي المذهلة - إيلينا فيرانتي
صديقتي المذهلة - إيلينا فيرانتي
ترجمة: معاوية عبد المجيد
دار النشر: دار الآداب
التقييم: 3.8/5
التقييم: 3.8/5
هل تعلم ذلك الشعور الخانق بالعيش في مكانٍ لا تحبه ولا
تنتمي إليه؟ هكذا فصّلت فيرانتي حكايتها "صديقتي المذهلة" عن لينو وليلا
والبقية.
أحداث الرواية هادئة جدًا وبطيئة جدًا. تبدأ الرواية في
زمن حالي بمكالمة هاتفية تشرح لك جزءً بسيطًا عما ستؤول إليه ليلا شيرولو، صديقة
لينو المذهلة. ثم تنكفء لينو على كتابة أحداث طفولتها مع ليلا في زمن قديم في
نابولي في حيٍ رمادي كما دعته لينو. تتمثل براعة فيرانتي في تجسيد الشخصيات
والأماكن بعناية فائقة، وربط الأحداث ببعضها البعض وتتطور الشخصيات، والحديث بكثرة
عن الشخصيتين الرئيسيتين. ثم الالتفات إلى الشخصيات الفرعية في سطور بسيطة على
لسان الراوية وهي لينو بطلة القصة. وذلك ما آخذه على الكاتبة حيث أن الشخصيات قد
ظهرت من وجهة نظر الراوية من جانب ومن وجهة نظر الكاتبة من جانب آخر، ما جعل
الشخصيات الأخرى غير لينو وليلا شخصيات مشوهة ليس لها دور كبير في الحكاية. فحالت
الرواية من حكاية مكان وزمان إلى حكاية تطور في الشخصية وأحداث تحدث تباعًا في
حياة الطفلتين حتى وصلا سن المراهقة.
تتشعب الرواية في أحياء نابولي واصفةً الحياة
النابوليتانية في زمن بدأت فيه الثورة الصناعية في النهوض في أوروبا، وكيف ظهر
تأثير تلك الحقبة على أفراد الحي في ذلك الوقت، وعلى أجواء نابولي ككل. وهذا ما
يعكس التطور الملحوظ في الاقتصاد الإيطالي آنذاك وتطور المعيشة الذي عايشه
النابوليتانيين في روايتنا ولو على مقياس أقل ولكن ملحوظ.
هي حكاية عن الحب والعلاقات، عن الصداقة والعائلة، عن الأماكن والمشاعر. حكاية جمعت كل المشاعر الإنسانية في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى عشرة أعوام. تحكي عن التطور الهائج للفتيات والشبان في سن المراهقة والتغيرات التي تطرأ عليهم في أوقات مختلفة من حياتهم. وكيف تتبدل شخصياتهم، وكيف تتغير حياتهم بين الحين والآخر.
أسلوب فيرانتي هش بعض الشيء، جميل ولكن هش. يمكنك أن
تلاحظ الثغرات في أسلوبها هنا وهناك. المماطلة في الأحداث، والإفراط في المشاعر،
فقر التشبيهات، بالإضافة إلى اللغة الجافة الخالية من التعبيرات. حتى أنها استعانت
ببعض الألفاظ البذيئة في النهايات لتضفي طابعًا مثيرًا على الرواية، ولكنها وللأسف
فشلت حتى في ذلك.
الرواية جميلة، وحكايتها تأخذك في طريق طويلة في حياة
طفلتين مختلفتين تمامًا، تعيش إحداهما في ظل الأخرى، ثم لا تلبث أن تظهر لك الفروق
الواضحة بين الفتاتين، والدروب المغايرة التي تسلكها كل منهما. عليك فقط أن تتحلى بالصبر
حتى تصل إلى نابولي. ستصل إلى هناك بعد الكثير من الصفحات.
الرواية هي جزء من "رباعية نابولي" والتي أتوق
لإتمامها ولكن مع بطء الأحداث واللغة والخوض في تفاصيل لا أراها مهمة كثيرًا
ومشتتة للقاريء فإنني سأقرأ شيئا آخر ثم أعود لها في وقت لاحق.
تعليقات
إرسال تعليق