سجين السماء - كارلوس زافون
سجين السماء - كارلوس زافون
ترجمة: معاوية عبد المجيد
دار النشر: منشورات الجمل
التقييم: 4.0/5
التقييم: 4.0/5
كلما تعمقت أكثر في عالم مقبرة الكتب المنسية الخاص بكارلوس زافون، وجدت نفسي أمام لغز محير ومتاهة متشعبة الطرقات والممرات لا تنتهي. متاهة الأرواح كما يلقبها كارلوس زافون وهو الجزء القادم والأخير من سلسلة مقبرة الكتب المنسية. العالم بالنسبة لزافون يبدأ وينتهي في برشلونة، والزمن لا يكاد يمثل أهمية بالنسبة له. زافون يشرع في سرد الأحداث كما تأتي في عقله، فتارة يبدأ من البداية، من ساعة الصفر، وتارة أخرى يسرع إلى نهاية الأحداث في آخر الزمان، ثم سرعان ما يعود إلى منتصف الحكاية ليروي لك معلومات مهمة قد سهى عن ذكرها، أو تعمد نسيانها لا أدري.
مقبرة الكتب المنسية هي حكاية قرن من الزمان، حكاية عائلة واحدة يتوافد عليها أشخاص غريبي الأطوار ولكنهم يمثلون أعمدة القصة نوعا ما. سجين السماء بالذات تحكي فترة المعاناة في تلك القصة، معاناة الشخصيات الرئيسية في زمن بعيد في برشلونة في سجون المدينة. ثم كيف انتهى الأمر بلقاء دانيال سيمبيري وفيرمين روميرو دي توريس، علامة زمانه، وكيف آلت الأمور إلى ذلك الحد البعيد من التعقيد والتشويق في جد ذاته.
لغة الرواية مقززة في فقرات كثيرة وهذا ما أخذته على الكاتب في ذلك الجزء من الحكاية. حاول زافون أن ينتقي الألفاظ المناسبة للمشاهد والمواقف المظلمة والمثيرة للاشمئزاز وأحييه على ذلك، ولكن كثرة تلك الألفاظ وتكرارها جعلها أشبه برواية سب ولعن وليست حكاية يتعمق بها المرء أكثر في ذلك العالم الغامض.
كما أن الرواية هي الأقل من حيث تسارع الأحداث وتدفق التفاصيل وعذوبة الكلمات. هي رواية تكميلية نوعا ما لرواية لعبة الملاك، وأنوه عند هذه النقطة عن إمكانية قراءة مقبرة الكتب المنسية بأي ترتيب شئت فهي ليست رواية متسلسلة وهذا ما يدل على عبقرية كارلوس زافون.
تعليقات
إرسال تعليق