بضع كلمات وأربع فوائد تعلمتها في 2020
العاشرة مساءً في خريفٍ متواضع. كان خريفًا خفيفًا، تهز ريحه اللينة أغصان الشجر الجافة. وعلى ضوء مصباح فلورسنت صارخ كنت أقرأ كتاب (الأشجار واغتيال مرزوق) للكاتب عبدالرحمن منيف. كانت صفحاته باهتة نوعًا ما، ومصفرّة وتتراص الكلمات جنبًا إلى جنب في قلقٍ يتماشى مع القصة المربكة. علمّني الكتاب معنى الأشجار. معنى جديدًا للأشجار. علمني الكتاب كيف يمكن لشيء لا يصدر منه أي أفعال ولا يتفوه بكلمة واحدة كل ذلك التأثير. علمني الترابط القوي الذي يربط بين الإنسان والأشياء، وإن كان رابطًا شفافًا، فهو واضح تمامًا تأثيره، وجلي جدًا أثره. علمّني كيف تستطيع الأشياء التي نرى فيها جزءً من شخصياتنا أن تنطق وإن كانت غير ناطقة. كيف تستطيع أن تتحرك وإن كانت راسخة تضرب الأرض بجذورها. كيف تستطيع أن تبكي وإن لم يكن لها مدامع. كيف تستطيع أن تضحك، أن ترقص، أن تصمت، أن تنظر وكيف تستطيع أن تترك كل ذلك التأثير في شخصٍ ما. في برد الشتاء وفي ليلةٍ لم أر فيها الميدان الكبير أمام بيتنا إثر الضباب الغريب الذي عمَّ الأجواء. وكأن تلك السنة لم ترد إلا أن يكون كل شيء بها جديدًا تمامًا ولم يحدث من قبل. وجدت ملجأي في فراشي أقرأ بع